ايمليشيل قلب الأطلس النابض

ايمليشيل

في قلب جبال الأطلس الأشم عاشت قرية تغفو عند سفوح القمم قصة حب جارف
بين العاشق "ايمليشيل" والحبيبة "يطو" ولازالت القرية إلى اليوم تلقب باسم الحبيب.
وهذا تصور لتلك الأسطورة التاريخية الجميلة وحوار من أعماق التاريخ العابق بذكرى الحب والوفاء.

امليشيل وقد رأى يطو قرب البئر تملأ جرتها:

أهواِكِ با حبيبتي الغالية
مثلما تهوى النسائم سفوحنا
وتعانق في شغف زهورنا
ونحن دوما وأبدا إلى سنابلنا
ونغمر بالحب والود أرواحنا
وننشر بيننا عطرا ورياحينا
وتفيض اجواؤنا يا سمينا
وتصدح بلابلنا أهازيج وألحانا
وتترنم سواقينا خريرا وأنسا
وتسعد فراشاتنا حبورا ورغدا

يطو:

يا حبيبَ الروح والفؤاد
إني أخشى عليك من أعداء هوانا
فعيونهم ترقب سرا خطانا
وتتلقف آذانهم همسات نجوانا
ولا يدعون لحظة من لحظات منانا
إلا وجهوا سهاما لفؤادينا
عسى أن يصيبوا حبا فتيا
قد نما وترعرع في أعماق شرايينا
وأشرق فجرا ونورا على محيانا
وكسا بالحِِلم والنبلِ روحينا

امليشيل

يا زهرة فائحة العبير
ونجمة متلألئة السنا والضياء
إن خوفي عليك يا منيتي
هو من العطرِ المنسابِ من أعطافك
عندما يخترق دنيا الجمال
فيسكر كل صدور العاشقين
ومن الوهَج المتّقد في عينيكِ
عندما يشتعل نارا ولهيبا
يحرق كلّ متطلع إلى صفاءِ محيّاك
ينشد الأمان بين رموش قاتلة

يطو

لاتنسَ موعدنا عند الغسق
تحت دالية الياسمين الفائحة
وشجر القرنفل العابق
فسأبلغك أسرارا جديدة
تدخل الفرحة إلى فؤادك
وتنتشي لها روحك الغالية
واحترس من النجم أن يرانا
ومن القمر المضيئ أن يفضحنا
ومن أنفاس الرّوض أن تدل إلينا
عيونا حاقدة على هوانا

امليشيل

شوقي إليك يحرق أوتار فؤادي
يغير الثواني ساعات طوالا
وأحلم بصفاء عينيك الواسعتين
وحرارة شفتيك الملتهبتين
وتورد خديك الناعمين
وانسكاب شعرك الجميل
فوق الجبين الناصع البياض
فأستعطف الشمس أن تغيب
وأتوسل إلى الزهر أن يفوح
لتعرفي يا منيتي ميعاد لقيانا

ويحين موعد اللقاء بين الحبيبين في المكان المعلوم تحت أوراق الياسمين وعند أقدام شجر القرنفل بعيدا عن الأنظار.

.../...يتيع

من ديوان حبّات الزهر لعزالدين الإدريسي

لقد نقلت خير ما قرات

واحلى ما قرات

بوركت على الجهد الطيب

ولي الشرف ان اكون اول من يكتب